إغاثة السودان

حدد المبلغ:

يشهد السودان منذ أبريل الماضي ولمدة أحد عشر شهرًا متتاليًا صراعًا داخليًا مأساويًا أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح الملايين. تشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من 6.9 ملايين إنسان من مساكنهم، ويمثل الأطفال نصف هذا العدد، مما يجعل السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.

يعاني السودان من حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية منذ عقد من الزمان، وقد فاقم الصراع الحالي هذه الأزمة بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التغيرات المناخية القاسية كالفيضانات والجفاف على مئات الآلاف من الأبرياء في جميع أنحاء البلاد، مدمرةً المحاصيل والمواشي، وقاطعةً مصادر دخل الأسر، مما زاد من صعوبة تأمين قوتهم اليومي.

أدى هذا الوضع إلى أزمة غذائية حادة، حيث يعاني الملايين من السودانيين من الجوع الشديد. كما انتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة، مع تسجيل آلاف حالات العدوى وعدد من الوفيات. تأثر النظام الصحي للبلاد بشدة، حيث يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والعاملين في المجال الصحي. نتيجة لذلك، أُغلق أكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في السودان، مما أدى إلى تفاقم الوضع سوءًا.

فيما يلي بعض الإحصائيات المروعة بسبب أزمة السودان:

  • 24.7 مليون إنسان بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
  • 11 مليون إنسان بحاجة عاجلة إلى المساعدة الصحية.
  • أدى النزاع إلى نزوح 6.88 ملايين شخص، حيث نزح 5.42 ملايين داخل السودان، و1.45 مليون نزحوا إلى البلدان المجاورة.
  • تسبب الصراع في وفاة 12,501 إنسان على الأقل.
  • 17.7 مليونًا يواجهون نقصًا حادًّا في توفر الغذاء، بينما يترنح 4.9 ملايين على حافة المجاعة.

تعمل مؤسسة “صدقة مدى الحياة” في السودان منذ ما يقارب 40 عامًا. توجد فرق الإغاثة التابعة لنا على الأرض للاستجابة للأزمة حيثما كان ذلك ممكنًا، لكن الأمن وإمكانية الوصول إلى الأماكن التي تتطلب الإغاثة العاجلة لا يزالان يشكلان تحديًا كبيرًا.

تاريخ عملنا في السودان:

بدأ عملنا في السودان استجابةً للمجاعة عام 1984، وهي أول دولة عملنا فيها. مع تصاعد حِدَّة آثار الحرب الأهلية، أنشأنا مكتبنا عام 1994، حيث وفرنا المواد الغذائية لآلاف الأسر المحتاجة بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي.

مع تفاقم الأوضاع في السودان وحاجة ملايين السكان الماسة إلى المساعدات الإنسانية، قدمنا الاحتياجات الطارئة بالتزامن مع تنفيذ برامج طويلة المدى. تشمل هذه البرامج التغذية المدرسية وإعادة التأهيل وغيرها من البرامج التنموية، وذلك من خلال مكاتبنا الخمسة الفرعية في كل من النيل الأزرق وكردفان الكبرى ووسط دارفور والقضارف بشرقي السودان.

نركز جهودنا على دعم النازحين داخليًا واللاجئين ورعاية الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة النساء والأطفال. كما نستهدف التوسع عبر برنامج اللاجئين في مدينة قضارف شرقي السودان.

نجحنا في توفير 27 عيادة طبية تقدم الخدمات الصحية الأساسية في وسط دارفور وغرب كردفان. نمتلك أيضًا جهاز حفر الآبار لتوفير إمدادات المياه النظيفة للسكان في كردفان. استمرينا في توفير التغذية المدرسية للأطفال بوسط دارفور والنيل الأزرق بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي.

رغم تفاقم الأزمة والحاجة الماسة إلى المساعدات والدعم الإنساني، لم تعد أزمة السودان الحالية تحتل عناوين الأخبار الرئيسية أو تظهر في الإعلام. لذلك، من الضروري إيصال معاناتهم ودعمهم أكثر من أي وقت مضى. يمكنكم المساهمة في التخفيف من معاناتهم والحد من الأزمة عن طريق التبرع الآن.