هل تساءلت يومًا عن الفائدة الحقيقية من الصدقة؟ قد يخطر ببالك أن الملايين من المحتاجين حول العالم هم المستفيدون الرئيسيون. لكن دعنا نفكر بعمق أكثر. في الواقع، نحن من نحتاج إلى العطاء أكثر من أي شخص آخر. الصدقة تحررنا من التعلق بالماديات، وتعلمنا وأطفالنا قيمة العطاء والرحمة. تذكر قول الرسول ﷺ: “الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ” (رواه بن حبان). هذا يعني أن المتصدق سيكون في ظل صدقته يوم القيامة، محميًا من حرارة ذلك اليوم العصيب. ألسنا إذن بحاجة ماسة للصدقة، ربما أكثر من المحتاجين أنفسهم؟
العطاء الصادق: جوهر الصدقة
أتعلم أن كلمة “صدقة” مشتقة من “صَدَقَ”؟ هذا ليس مجرد صدفة لغوية. الصدقة هي برهان على صدق الإنسان وإخلاصه. من آداب الصدقة أن تكون سرية، حتى لا تعلم اليد اليمنى ما أنفقت اليسرى. ومع ذلك، قد يكون للصدقة العلنية دور في تحفيز الآخرين على العطاء، شريطة الإخلاص في النية. الصدقة في الإسلام ليست مجرد عمل خيري، بل هي نظام اجتماعي متكامل يهدف إلى حل مشاكل البشرية. من خلالها، يتلقى المريض العلاج، ويتعلم الجاهل، وتُحفر آبار المياه، ويُطعم الجائع، ويُمنح الفقير فرصة للعيش بكرامة.
تحويل الأحلام إلى حقائق: أثر صدقاتنا حول العالم
شهدت فرقنا الميدانية المعجزات التي تحققها الصدقات في أكثر من 40 دولة. في مالي، حولت تبرعاتكم الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء بفضل آبار تعمل بالطاقة الشمسية. في السودان والنيجر وكينيا وبنغلاديش، أعادت صدقاتكم البصر لآلاف المصابين بالكتاركت، مما مكنهم من رؤية عائلاتهم ودعم أسرهم. في اليمن، أنقذت تبرعاتكم الأطفال من براثن الجوع. وفي فلسطين، وفرت الحماية للأطفال خلال جائحة كورونا من خلال توفير العلاج والمستلزمات الصحية. لقد احتضنت صدقاتكم معاناة اللاجئين من ميانمار وسوريا، ودعمت طموحات شباب البوسنة. لقد شهدنا كيف تنقذ الصدقة الأرواح، وتجدد الأمل، وتغير مسار الحياة بأكملها.
“اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا” (متفق عليه). تذكر دائمًا: ما نقص مالٌ من صدقة. فلا تتردد في العطاء.